وتَطَهَّري يا مرتعة! ..

الحمد لله رب العالمين، مظهر الحق، مبطل الباطل، ولي المؤمنين الصالحين، والصلاة والسلام على عبده الصادق الأمين، وعلى آله الطيبين، وأصحابه الغر الميامين، وعلى من اقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:


فقد نشرت المرتعة الأشعرية بيانَ تَمَلُّصٍ مِن كتابةِ أحدِ أساتذتها الذين ينشرون التطرُّفَ والعصبيةَ، ويسيئون إلى الشريحة الغالبة في مجتمعنا البحريني والخليجي ممن يعتقد اعتقاد السلف الصالح، ويسيئون إلى علماء أجلّاء لهم مكانتُهم في الأمة جمعاء، ولهم الأثر العظيم في الاعتدال والوسطية وبيان الحقِّ للخلْق كابن تيمية -الذي كتب الله لبعض أقواله القبول في كل الأمة، وتبنَّتِ البحرينُ بعضَ آرائه في محاكمها بعيدًا عن المذاهب الأربعة- وكابن باز وابن عثيمين -رحمهم الله جميعا وجزاهم عن المسلمين خيرا-، وبدل أن تَرُدَّ المرتعةُ عليه إساءته، وتبين منزلةَ هؤلاء الأئمة والعلماء في الإسلام أبدتِ المرتعةُ الأشعريةُ اعتزازَها بهذا (الطالب المتقدم)، وهو في الحقيقة (أستاذ) في مرتعتهم يتصدَّر لتلقين طلابهم وشرح المنطق لهم .. وهذه تعليقات يسيرات على منشورهم ، عسى الله أن ينفع بها ، وأن ينبه الغافلين منهم إلى الحق ..




الملحوظة الأولى: قالت الرُّتَّع عن منشور صاحبها: " تغريدات يحاكي فيها أسلوبا يستعمله بعض المتعصبين في الطعن في بعض رموز أهل السنة والجماعة وفي المرتعة العلمية "!..

وهذا تبرير لا يمرُّ على العقلاء ولا على مَن له أدنى فهمٍ مِن الناس؛ فمن اطَّلَعَ على تلك التغريدات علِمَ أنها صادرة عن قناعةٍ راسخة، وعقيدةٍ شُحِنَها ذلك الراتع، لا أنها مجرد "محاكاة لأسلوب"!! ، ولم نسمع عن طالب علمٍ عاقلٍ منذ الأزل يستعمل المحاكاةَ في تكفيرٍ وتضليلٍ واستخفافٍ بعلماء المسلمين الذين لهم في الأمة قدمُ صِدقٍ وخيرُ أثر، والقارئُ يفهم الأسلوبَ العربي، ويفسِّرُ كلامَ الناسِ بألفاظهم وعباراتهم بأوضاعها العربية، لا بمقاصدهم ونياتهم ولا بالمناهج الباطنية!؛ فإن كان كاتبهم لا يُحسِن البيانَ والإيضاح -بعد دراسته لعلوم اللغة التي يسخر هو من العلماء بأنهم لا يحسنونها-؛ فليعتزل الكتابةَ، وإن كان يُحسِنُ البيانَ والإيضاحَ؛ فكلامُه واضحٌ في التكفير والتضليل والاستخفاف، وإلا فليشرحوا لنا هذا "الأسلوب المحاكاتي"، وليعلِّمونا في أي مقرراتهم درسوه؛ لننتفع به إن كان مما يَنفعُ!.


الملحوظة الثانية: قالت الرتَّعُ: " فسر مضمون التغريدة بغير القواعد العلمية، وحملت عباراتها على غير قصد كاتبها ...".

اعتدنا على هذا الأسلوب المتعالي المعهود من المنسوبين إلى هذه المرتعة الأشعرية، وهذا تعالٍ لا يليق بمسلم فضلًا عن شخصٍ يدَّعي متابعةَ السنة، ويزعم أن من مبادئه التزكية، وما مرَّ بي طالبٌ عندهم إلا وهو يستعلي ويرى نفسَه فوقَ الناسِ إلا طالب واحد فقط، بل بعضُهم يستعلي على أساتذته في المدارس وهو في أول حياته، يظن نفسَه بقراءة كتابين عالمًا محققا كما أوهمه شيخُه، ومن هؤلاء الطلاب مَن يشتكي أبوه من سوء أخلاقه وأدبه وعقوقه معه بعد التحاقه بهذه المرتعة؛ فحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يُفسد أخلاقَ أبنائنا ويَزُجُّهم في معارك خاسرةٍ، وتطهَّري يا مرتعة!.. ثم نعود إلى كلامهم؛ فلْيُخبرونا بربِّهم ما هي القواعد العلمية التي لا يعرفها سواهم والتي يُفهَم بها كلامُ رُتَّعِهم المتقدمين، هل من قواعدهم العلمية هجرُ دلالاتِ الألفاظ وتَقَحُّمِ الأفئدة والنيات؛ بحيث يقول كلُّ قائل ما يشاء من ضلال وفساد، ثم يتنصلُ من كلامه بقوله: لم يُفهَم كلامي، ولم يؤخذ بالقواعد العلمية، ولم يدروا عن قصدي ونيتي؟!!.


الملحوظة الثالثة: قالت الرتَّعُ عن راتعهم: " سارع الرجلُ إلى التراجع عن التغريدة بحذفها من حسابه، ونشر تغريدة أخرى شرح فيها ملابسات الموضوع، ومعلوم أن حذف المنشور والتراجع عنه يعدم كل أثر شرعي أو قانوني أو عرفي له "..

حذف التغريدات لا يعني التراجع عن مضمونها عقلًا وشرعا وعرفا؛ والشرح المذكور بعد الحذف ليس فيه اعتذار عن مضمون تغريدته، ولا تراجع عن محتواها التكفيري المسيء؛ فمَن تراجع عن فكرةٍ فاسدة، وضلالةٍ ظاهرةٍ؛ فعليه أن يبين ويوضح تراجعَه بشرحٍ وافٍ، لا بكلامٍ مجمل لا صلةَ له بمضمون كلامِه الأول؛ فكما أن للرتَّعِ لسانًا سليطا في نشر عقائدهم؛ فليكن لهم لسانُ صدقٍ وبيانٍ في تراجعهم، ولا تنفعهم الجَمجمة والكلام الإنشائي الذي لا بيان فيه.



تبرأت المرتعة من أسلوب راتعها المدرّس فيها، وادّعت أن طريقته لا تمثل توجهاتها، وتحاول المرتعة التنصلَ من تحزبها وتعصبها لشخصٍ واحدٍ مستعلٍ بجهالتِه على أهل طائفته وعلى غير أهل طائفته، وكلُّ ما في هذه الفقرة مناقِضٌ لعمل المرتعة الواقعي؛ فهي تضع القواعد والمبادئ لمرتعتها بحيث تنبذ كلَّ مَن لا يؤمن بمبادئ مرتعتهم بحذافيرها، ولكم أن تتحرَوا ذلك مِن طلابها الذين هجروها بعدما ظهرت لهم حقيقةُ المرتعة وسلوكها الذي لا يرضي عاقلًا سواء من أهلِ مذهبهم ومن غير أهل مذهبهم .. ثم لو كانت المرتعة تتبرأ مِن مثل هذه الأخلاقيات السيئة فكيف تصدِّر هؤلاء للتدريس عندها، وهل يُصدَّرُ للناس شخصٌ بذيء اللسان جريء على التكفير؛ ثم يقول مَن صدَّرَه: أفكار هذا الشخص وأقواله لا تمثلني ولا أرتضيها؟!! .. ما هذا إلا استخفاف بعقول الناسِ واستهتارٌ بأديان الناس ..

ثم قالت الرتع:إن حسابات المرتعة العلمية يديرها مجموعة من الشباب إلى جانب التزاماتهم الدراسية والاجتماعية الأخرى، لذا قد يصدر عنهم قول أو فعل على سبيل الوهم أو السهو أو الحماس، وكلُّ ابن آدم خطَّاء، كما وقعت محاولات لاختراق حسابات المرتعة العلمية، وقد ينجح الأشرار -لا قدَّر الله- في الاختراق مستقبلًا، لذا نرجو من المتابعين الكرام التروي والتثبت في الحكم والنقل ".

ولا أدري ما علاقة التزامات الرتَّع الدراسية والاجتماعية في التبرير لإعجابهم على مُدَدٍ -مِن حساب المرتعة- بتغريدات مدرِّسهم المسيئة، وكونُهم مِن جماعة لا شخص أدَلُّ على أن هذا الإعجاب صادر عن قصد وفِكرٍ تلقنوه، لا مجرد شطحة أو خطأٍ صدر من شخصٍ واحد، والحماسُ مِن جماعةٍ يدل على أنهم قد شُحِنُوا بالأحقاد ومساوئ الأخلاق، ويناقض تصريحات المرتعة التي تدل على جهلها بتغريدات راتعها، ولا علاقة لدعوى الاختراق في الموضوع، وإنما هو مِن أجل التهوين مِن شأن فعلتهم الشنعاء، والله المستعان..



قالت الرُّتَّع: " منهج أهل العلم الصادقين هو تقديم المحكم على المتشابه، والمبين على المجمل " ثم جعلت "الغريدة المحذوفة" المفصلةَ مجملا، وجعلتْ نصَّها المجملَ مبيِّنًا!! ، وهذا إن دلَّ على شيء فإنه يدل على أنهم يحفظون الأصول ولا يفهمونها، ولا يحسنون تنزيلها، وطريقتهم حشر القواعد والأصول في غير محلها، وبمناسبة وبغير مناسبة؛ فكيف يكون النص المجمل -الذي لم يذكر فِرقةً باسمها ولا حكما خاصا- مبينًا لتغريدةٍ مفصلةٍ بالأسماء والأحكام وإطلاق التكفير؟!! ؛ فانظروا رعاكم الله إلى التهريج العلمي!! .. ثم لتخبِرنا المرتعة هل كلام متقدمي الرُّتَّع بلغَ منزلةَ النصوص الشرعية، أو نصوصِ الفقهاء المحكمة الدقيقة حتى يُرَدُّ فيه المتشابه إلى المحكم والمجمل إلى المبين، وهل هناك قاعدة تجعلنا نرد مجملَ كلامٍ فلانٍ إلى محكمِ كلامِ شخصٍ آخر؟!! ، فاعجَبوا رحمكم الله من هذه الضحالة العلمية التي إن كانت غير مقصودة فهي سُبَّةٌ على المرتعة الأشعرية ومخرَجاتها الهزيلة ، وإن كانت مقصودةً فهي طعن في عدالتهم وأمانتهم ، والله المستعان ..

قالت الرتَّع: " أما الذين يتبعون المتشابه ابتغاء الفتنة والتشويش والتشويه -مستغلين المنابر- فصارت حالهم لا تخفى على العقلاء "!؛ فاعجب لهؤلاء القوم الذين يرمون الناسَ بأفعالهم المعيبة؛ فهُمْ إنما صدَّروا صِغارًا غرَّرُوا بهم للتشويش على الناس، ومخالفةِ ما جرى عليه عمل الناس في المساجد وغيرها، وانظر إلى دخولهم في نيّاتِ الناسِ بلا ورَعٍ؛ فهم لا يجيبون على حجج الناس بعلمٍ، وإنما يرمون مقاصدَهم بالسوء ويتهمونهم بالتشويش الذي يقومون به هم!!، ولا علاقة للمنابر في الموضوع وإنما هي حرقةٌ في صدورهم إذ لم يُصَدَّروا في المنابر ومُنِعوا مِن بثِّ فتنتهم، وما نراه اليوم من تظافر الناس على الإنكار عليهم -سواء من أتباع مدرستهم أو من عامة الناس أو من آبائهم أو من مخالفيهم- دلالة على أنّ عقلاءنا في البحرين وغيرِها غيرُ عقلائهم!؛ فلا ندري مَن يعنون بالعقلاء عندهم! ..

قالت الرتَّع: " لم يجدوا سوى هذه الحالة الموهمة طيلة سبع سنوات من عمر المرتعة "..
وكأن الناسَ تُعنى بشؤون هذه المرتعة الأشعرية التي ليس لها أثر طوال سبع سنوات، وإنما أثمرتْ بعد هذه السبع العِجاف ما ترونه من سوء فكرٍ وخلُقٍ بدا للناس اليومَ، وأما طيلة هذه السنوات؛ فلا أحد يعرفهم ولا يسمع بهم إلا الأفراد ممن كان على مشربهم، وما كانوا يصدِّرون سمومَهم في وسائل التواصل؛ فلما أخرجوا رؤوسَهم، وأعلنوا باطلَهم: تصدى لهم الناسُ عالمُهم وعاميُّهم؛ لأن هذه المخرجات شاذة على أهل البحرين، وخاصة أن أصحاب المدرسة الأشعرية والصوفية في البحرين موجودون قديما، وفيهم مَن هو على قدر من الأخلاق والفضل والعقل، وما كان يصدر منهم هذه الشطحات والزلات الغريبة التي جاء بها رجلٌ مِن بيئة تخالف بيئتَنا الساكنة المسالمة ..




زعمت الرتَّع أنها تدعو إلى التعايش السلمي والرقي في التعامل، وهذه شعارات لا حقيقة تحتها؛ فهي تدعو إلى هذا لتزيين صورتها عند العامة، والواقع والأثر الذي نراه منهم هو السوء واحتقار الخلق والاستعلاء عليهم بجهالةٍ يحسبونها علمًا، وبتسفيهٍ لعقول المخالفين، وكأن الله أنزل فيهم العلمَ دون سائر عباده، والقارئ لهم يضحك لجهالتهم، ولا يدري كيف غَرّرَ بهم مَن كان هذا حظُّه من العلم!!..
لذا نصيحتي لطلاب المرتعة أن يتركوا مَن يجرُّهم إلى خلافاتٍ لا تنفعهم في دينهم ولا في دنياهم، وأن يتركوا مَن أفسد عليهم أخلاقَهم وأديانهم، وليراجعوا أنفسَهم ويعودوا إلى إخوانهم قبل أن يندموا في مستقبلهم على إضاعة أوقاتهم وأخلاقهم وأديانهم مع مثل هذا الذي يريد ضربَ مجتمعنا ببعضه، وينشئ جيلا عاقًّا بآبائه وأهله وإخوانه وبوطنه كذلك، والله المستعان، والحمد لله رب العالمين ..


 

تعليقات

  1. جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم

    ردحذف
  2. جزاكم الله خيراً ، وبارك فيكم ، ونفع بكم .

    ردحذف
  3. نفع الله بكم الشيخ عدنان، ونور بصيرتكم

    ردحذف
  4. "وخاصة أن أصحاب المدرسة الأشعرية والصوفية في البحرين موجودة قديما، وأهلُها فيهم مَن هو على قدر من الأخلاق والفضل والعقل، وما كان يصدر منهم هذه الشطحات والزلات الغريبة التي جاء بها رجلٌ مِن بيئة تخالف بيئتَنا الساكنة المسالمة"

    أحسنتم ،، إنصاف عزيز تُشكرون عليه

    ردحذف
  5. احسن الله إليكم ابو العباس

    ردحذف
  6. جزاك الله خيرًا

    ردحذف
  7. اللّٰہ ينفع بك يا شيخنا

    ردحذف
  8. ما عهدنا ذلك من طلبة المرتعة

    ردحذف
  9. جزاك الله خيرا ووفقك الله وسدد خطاك وايدك ونصرك - اخوكم محمد بن عبدالله المنصوري

    ردحذف
  10. أحسنت شيخنا نحن بحاجة إلى من يرد على هذه الاتهامات والتغريدات المُسيئة لمن يتبع السلف الصالح اللذين هم باعتقادهم فسقة كفرة، وفي الحقيقة مسلمين حالنا حالهم نتبع مشايخ عن حق وحقيقة وليس مشايخ " أوانطة" على قولة إخواننا المصريين

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة