تعليقةٌ على مقطع لصاحب المرتعة العلمية في البحرين، منشورٌٍ بعنوان: احتفال الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم




الحمد لله مُحِقِّ الحقِّ ، مبطلِ الباطلِ ، هادِي الخلْقِ بما نزّل مِن كلماته ، والصلاةُ والسلامُ على السراج المنير ، والهادي البشير ، المُعلمِ الناسَ الخيرَ فكان رحمةً مِن رحماتِه ، أما بعد:


فلا يزال الناسُ يُحْدِثُون البِدَعَ ، ويقومِ فيهم قائمون لا يُرشدون إلى التمسّك بالهديِ النبوي ، ولا ينصحون للناسِ بالاقتصار على خير عملٍ ، عملِ نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يحثّون على الاقتصاد في السنّة دون التكثّرِ بالبدعة ، ولا على لزومِ الجماعة التي هي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابُه ، ومِن ذلك ما ظهر لنا في البحرين بأخَرَةٍ مما يُسمى بالمَرتعة العلمية ، التي انتشر لصاحبها عدة مقاطع ومقالات فيها ما فيها .. ومنها ما خرج قبل مدةٍ مِن مقطعٍ يزعم فيه صاحبُ المرتعة أن الصحابة -رضوان الله عليهم- قد احتفلوا بمولد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، مستدلًّا بحديثٍ -يأتي الكلام عليه وبيانُه- ووقع باستدلاله به في مهاوٍ ، منها:


1- أنه كتمَ ألفاظَ الحديث الأخرى التي لا تُساعِدُه على مطلوبِه في تقرير بدعته.


2- ثم حمَّلَ الحديثَ من المعنى ما لم تسبقْه إليه الأئمة ، وخالفَ فيه سبيلهم في الفهم منه والاستنباط.

3- وصيّرَ به الاحتفالَ بالمولد النبوي الذي اتفق الناس على بدعيته -الداعي إليه والناهي عنه- : إلى سنةٍ عمِلَ به الصحابة ، لم يفطن إليها غيرُه!.


سوى ما قرره من كلامٍ بقواعدَ ظاهرُها التأصيل ، وحقيقتها التضليل ، والله أعلم بالنيّات ، وسيأتي بيانُها فيما هو آت ..


أما الحديث الذي استدل به فلفظه: « إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ -يَعْنِي مِنْ أَصْحَابِهِ- فَقَالَ: مَا أَجْلَسَكُمْ؟. قَالُوا: جَلَسْنَا نَدْعُو اللَّهَ، وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِدِينِهِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ. قَالَ: آللَّهِ، مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ؟. قَالُوا: آللَّهِ، مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَلِكَ. قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهَمَةً لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ » [أخرجه أحمد: 16835، وأشار المحققون إلى هامش نسخة من النسخ ذكر لفظة (به) بدل (بك) ، والنسائي: 5426، والطبراني في الكبير: 701]


وأغفلَ شيخُ الرُّتَّعِ ذِكرَ لفظةِ الصحيح لهذا الحديث ؛ ففي صحيح مسلم [2701] بمثلِ إسناده ولفظه إلا حرفًا واحدًا وهو: « جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ، (وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا) » ، وهذا الحديث ليس له إلا طريق واحد ؛ فهو من حديث "مَرْحُومِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ" ، وعن مرحوم اختلفَ الرواة في روايته ، ولفظُه عند أحمد والترمذي وغيرهما: « قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ » [أحمد: 16835، والترمذي: 3379، وغيرهما كابن حبان وأبي عوانة وابن المبارك وأبي يعلى وابن أبي شيبة، كلهم دون ذكر لفظة (بك)] ، ولغرابة إسناده لم يصححه الترمذي بل قال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وأشار البيهقي في شعب الإيمان إلى لفظة الصحيح فقال: "رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن مرحوم".


ومعظم الرواة عن مرحوم رووا الحديث بدون ذكر لفظة « ومن علينا بك » ؛ فهم إما يقولون: « من به علينا » ، أو « نذكر الله » أو « ما هدانا من الإسلام » ؛ فمدار الروايات على ذكر الله تعالى ؛ لذلك بوّب عليه الأئمة أبوابًا متعلقة بمجالس ذكر الله تعالى وفضلها ، وما فهم منه أحدٌ فهْمَ شيخِ الرُّتَّعِ ، وما بَوّبَ عليه أحدٌ ببابِ فضل الاحتفال للاحتفاء بالمولد النبوي! ، وإنما يجعلونه في ذكر الله عز وجل وفضائله ، وقد فسّر شيخُ الرتع الحديثَ تفسيرا حرفيا فقال: أي " جلسوا يقولون: الحمد لله على منته علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم " ، وهذه حرفيةٌ لا يفهمها عربيٌّ من لفظ هذا الحديث ؛ بل مدلولها أعم من التقيد بهذه اللفظة ، وعلى كلٍّ : لا يترتب على هذا كبير شأن ، سوى بيان سطحية التفسير ..


ثم أخذَ شيخُ الرتّع في شرح الحديث ، وشرح لفظة (بك) فقال: أي بذاتك .... ، يريد أن الصحابة اجتمعوا يقولون: الحمد لله على ما منَّ به علينا من ذات النبي! ، وهذا لا وجه له قريب في هذا السياق ، ودخول الباء على الضمير لا يستوجب إرادةَ الذات ، بل هو في هذا السياق أبعد ؛ فلو صحت هذه اللفظة التي وردت ؛ فليس هذا تفسيرها ؛ فلم تكن هناك على الصحابة -رضي الله عنه- منةٌ بولادته صلى الله عليه وآله وسلم ، وإنما حصلت المنةُ بهدايته لهم ودعوته ، وما امتنَّ اللهُ تعالى على المؤمنين بولادةِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ بل امتن عليهم بهدايته لهم وبالنور الذي جاء به يزكيهم ويعلمهم ، وهذا نص كتاب الله عز وجل إذ قال -وهو العليم الحكيم-: ﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ إِذۡ بَعَثَ فِیهِمۡ رَسُولا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ یَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتِهِۦ وَیُزَكِّیهِمۡ وَیُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبۡلُ لَفِی ضَلَـٰل مُّبِینٍ﴾ [سورة آل عمران 164] ، وما قال: إذ وُلِدَ فيهم ؛ فكان حصولُ المنة بالبعثة والهداية والإرشاد ، ولو لم يؤمنوا به وبما جاء به : لَمَا اجتمعوا في مجلس الذكر هذا عليهم رضوان الله .. هذا وقد سبق أن علمتَ أن اللفظةَ والسياق إنما هي في الاجتماع لذكر الله تعالى ..


وبهذا تعلم أن ما قدَّمه من التأصيل اللغوي للفظتي الاحتفاء والاحتفال بما يحبُّه ، ثم زعمه أن هذا من الصحابة احتفال للاحتفاء بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم : كلامٌ لا صلة له بعمل الصحابة -رضوان الله عليهم- .. واعلم أن تأصيله اللغوي للكلمتين لا ينفعه في تقرير مقصوده ؛ فليس المراد بالاحتفال في عرف الناس مجرد الاجتماع ؛ بل المراد الاجتماع لإظهار الفرح ، وهذا يغني عن كل ما فصّلَه وتكلَّف في توضيحه ليبرر بدعة الاحتفال بمولد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، وحسبك أنه عنْوَنَ لمقطعه بقوله: " احتفال الصحابة بالنبي " ، وإذا أخذنا الكلمة على تأصيله اللغوي ؛ فيكون معنى العنوان: اجتماعُ الصحابة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم! ، ودخول الباء على اسم النبي يعني ذاته عليه السلام! ، أي اجتماع الصحابة بذاته عليه السلام! ، وليس هذا بالمراد عنده ، كما أنه ليس مرادا في لفظة الحديث التي قد ذكرنا لفظة الصحيح فيها بما يُغني ..


ثم قد يقول قائل: نحن لا نعتمد على احتفالنا بالمولد على هذا الحديث وإنما نستأنس به ؛ فلا يضرنا عدم صحةِ هذه اللفظة ؛


فيقال له: قد علم الناسُ أنكم لا يكفيكم عمل الصحابة ولا عمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنكم لا ترون أن خير العمل عملُهم دون زيادة عليه ، ولا ترون أن شر الأمور محدثاتها ، ولا أن كل محدثة بدعة ، ولا أن كل بدعة ضلالة ، وأنكم تفضلون الزيادة على عمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعمل أصحابه ما لم يعملوا به ولم يثبت عنهم ، ولكن المراد بهذا التفصيل بيانُ سوءِ الاستدلال وخطئه من أجل تعزيز بدعةٍ لكم فيها رغبة ، وأنكم تقعون فيما تنهون عنه من الاستقلال بالاستدلال والفهم للكتاب والسنة ، وأنتم قوم تنهون الناس عن هذا وتوجبون عليهم ما لم يوجبه الله ولا رسوله من الاقتصار على المذاهب الأربعة أصولًا وفروعا ، ثم تقعون في الاستقلال بفهم النصوص ، وليتكم استقللتم بفهمٍ سديد رشيد ، ولكنه فهمٌ يدل على حفْظِ القواعد والأصول والفروع دون فهمٍ يؤهل للاستنباط بها والعمل بمقتضاها ، وربَّ حاملِ فقه وأصولٍ ولغة ليس بفقيه! ؛

فهُمُ إذنْ في كلٍّ حالٍ ما اقتَدَوا

لا بالنبي ولا إمامِ المذهبِ! ..


ثم انتقل شيخُ الرتعِ ليسرد أصولا وقواعد لا صلة لها بتقريره ، وزعم أن الاحتفاء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مطلوب في كل لحظة (ولم يذكر هل هو مطلوب وجوبا أو استحبابا) ، وأن هذا المطلوب فيه مشقة (والمشقة تكون في المطلوب الواجب لا المستحب) ، والميسور لا يسقط بالمعسور ، وما جعل عليكم في الدين من حرج ، والمشقة تجلب التيسير ... لهذا خصص الناس يوما للاحتفاء! ...


وهذه خلطةٌ أصوليةٌ قواعديةٌ ظريفةٌ أخرجته إلى نتيجة ما خرج بها أهل القرون الأولى ولا أئمة السنة كمالك والشافعي وأحمد ولا أحد من طلابهم ؛ والاحتفاء بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم متيسر لكل أحد في كل وقت ، ومن لم يجد وقتا للاحتفاء بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم إلا في يوم أو أسبوع في السنة ؛ فبئس هذا الرجل وبئس إسلامه ، ولا يزال أهل السنة يحتفون بنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم في كل شأن بإظهار سنته ، ونشر شريعته ، وتعليم الناسِ هديَه ، والاقتداء به في كل صغيرة وكبيرة ، والحث على اتباع سننه ظاهرا وباطنا ، وإظهار الصلاة عليه ، والشهادة بنبوته في كل صلاة ، وعند كل أذان ، وفي أذكار الصباح والمساء ، ولا أظن أن مسلما لا يجد وقتا للاحتفاء بنبيه إلا في يوم مخصوص ، ثم ما الذي خص هذا اليوم للاحتفاء وقد زعمته مطلوبا في كل لحظة؟! ، ولماذا جعلناه احتفالا واجتماعا وما أمرت الشريعةُ بالاحتفال والاجتماع لإظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وآله وسلم ؟! ، ولماذا لا تحتفي بنبيك صلى الله عليه وآله وسلم في نفسك فيكون هذا أدنى الواجب ، ويكون هو الميسور الذي يسقط به المعسور؟! ، ولماذا لا نراهم يحتفون بالسنن وسائر الشعائر كاحتفائهم بهذه المحدثات؟! ، ولماذا كان احتفاؤهم مقتصرا على سرد السيرة والإنشاد دون الدعوة والإرشاد؟! ، ولماذا لا يحتفون بالمشروع من عمل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويحتاجون لاختراع احتفالٍ سنوي للاحتفاء على أنغام الأهازيج وضرب الدفوف وتمايل الجسوم؟! ..


وقال المرتعيُّ فيما قال: " بِعْثتُه وهدايته وشريعته وسنته كلها راجعة إلى ذاته منطلقة منها " يعني النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ ليقرر أن الاحتفاء بهذه الأمور كله عائد إلى الاحتفاء بمولده صلى الله عليه وآله وسلم الذي به خرجت نفسُه الشريفة إلى الوجود ، وهذا كما مر ، تفسيرٌ حرفيٌّ في أوله ، تكلُّفِيٍّ في شرحه ؛ فالبعثةُ والهداية والشريعة كلها راجعة إلى فضل الله تعالى لا إلى النفس النبوية الشريفة ؛ وهو ما مر معك في قوله تعال: ﴿لقد منَّ اللهُ على المؤمنين إذا بعث فيهم رسولا من أنفسهم﴾ ؛ فنسب سبحانه المنة والفضل بالبعثة إليه وحدَه جل جلاله ، وإنما حصلت الخيرية للبشرية بالبعثة والتعليم ، لا بالنفس المجردة ولا بالولادة قبل الوحي والبعثة ، ونزَّل شيخُ الرتَّعِ فهمَه هذا -إرادة الذات بالامتنان- على عمل الصحابة رضوان الله تعالى وقولهم في غير سياقه! ، ومِن أظهر الظاهر أن كل هذا ليس مرادا ولا خطر في بال الصحابة الذين اجتمعوا! ، وما كان ثابتًا أن اجتماعهم في يوم مولده بل ولا في شهره ، وأما صاحبُنا فحَرَفَ فعلَهم إلى بدعتِه ، وألبسَ هَدْيَ الصحابةِ برأيه الذي ما خطر على قلوبهم ..


وختم شيخ الرتَّعِ كلمته بالمختصر المفيد ، والمقصد الذي من أجله يجتمع في المولد كثيرٌ من العوام والرعاع ، وهو الترويح عن النفوس بالإنشاد والرقص والتمايل وضرب الدفوف بدلا من الغناء الماجن ، وهذا اللهو والطرب هو الذي يهواه أكثر المحتفلين من العامة ، وعَدَّه المرتعيُّ مِن منافِعِ الاحتفال بالمولد ، ولو أنشدَ أحدُهم في غير هذا اليوم عند سآمته ومَلَالِه لوجد مندوحةً ومنفعةً تزيد على هذه المنفعة المتوهمة .. ولو وازنَ بين المفاسد التي حصلت في هذه الاحتفالات وبين المصالح ؛ لأعملَ قاعدة: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ؛ بدل الاستدلال بالقواعد الشريفة في غير محالِّها ، ولو لم تكن من مصلحة حاصلة بترك هذه الاحتفالات سوى قطع التنازع والخلاف فيها ، وجمعِ قلوب الناس وزيادة تآلفهم ؛ لكفى بها مصلحة ، وكفى به من مقصد من أعظم مقاصد الشريعة  ..


وأخيرًا: ليتنا نرى من هؤلاء دعوةً وإرشادا إلى السنن الثابتة ، والهديِ النبوي المتيَقَّن ، دون دعوةٍ إلى المحدَثات والأعياد المخترَعة ، ولكنهم في كل يومٍ يجددون لنا الدعوةَ إلى البدعة باستدلالات جديدة ، وطرائق متنوعة ؛ فمرةً يزعمون أن الأنبياء احتفوا بأيام مولدهم استدلالا بقول عيسى عليه السلام: ﴿والسلام علي يوم وُلدتُ﴾ ، والرد عليهم بإكمال الآية ، وبالنظر في تفاسيرها لمن شاء ، ومرة بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم احتفى بيوم مولده إذ صامَه وقال: « ذاك يوم وُلدتُ فيه » ، وإكمال الحديث ردٌّ عليهم أيضا ..


ثم ليتهم صاموا هذا اليوم من كل أسبوع ودعوا إلى صيامه كما ثبتت السنة ، ولكني أجدهم لا يدعون إلى صيام الاثنين من كل أسبوع استدلالا بهذا الحديث ، وإنما يتخذونه مطيةً إلى بدعتهم بالاحتفال السنوي بالمولد النبوي! .. والله الهادي والموفق ، يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ؛ فاللهم نوِّر بصائرنا وأرشِدْنا إلى الحق والهدى ، أنت ولينا ومولانا ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..


وكتبه:


عدنان بن عيسى العمادي

-غفر الله له ولوالديه وللمسلمين-

تعليقات

  1. نفه الله بكم
    أجدتم وأفدتم

    ردحذف
  2. اسمح لي يا أستاذ أن أقول شيئا هنا،،
    من الواضح أنك ترى المولد بدعة محرمة،،
    وهذا رأيك،،
    لكن مقالك مشعر بأن المجوزين هم فئة قليلة لا وزن لها، والحقيقة التي يعرفها كل مثقف أن المجوزين ـ بالنظر للإرث الإسلامي الثقافي ـ أكبر حجما منكم، وأقوى تمثيلا للإسلام فلماذا قزمتهم واستصغرتهم بهذا الشكل؟ الكل سيلاحظ هذه النقطة على مقالك.

    ردحذف
    الردود
    1. مرحبا بك ، لأني أتكلم عن فرقة في بلدنا ، ولا تشكل هذه الفرقة في بلدنا هذا الحجم ؛ بل هي قلة قليلة ؛ لكنها تثير هذه القضايا التي لم تعد في بلدنا محل عمل ؛ فهي تثير الفُرقة وتزيد انشقاق الصف ..
      ثم إن القائلين بهذه البدعة ولو كثروا فهم في اعتقادي على باطل ، شأنهم قليل ؛ فعملهم مخالف لما عليه خير القرون ، فلا وافقوا في عملهم نبيا ، ولا صحابيا ، ولا إماما متبوعا من أئمة الاجتهاد كمالك والشافعي وأحمد والليث والسفيانَين والأوزاعي وابن أبي ليلى وإسحاق والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم من طبقتهم ومَن قبلهم ومن بعدهم في أعصارهم ؛ فكيف يكون تمثيلهم للإسلام أقوى وأكبر حجما وهم ما تبعوا كل هؤلاء ، وهم مخالفون في هديهم هدي كل من ذكرت ؟! ، وما كان كذلك فشأنه قليل وإن كثر أتباعه ، وأكثر القائلين به أصلا لا يُعدّون من أهل الاجتهاد حتى يُعدُّ قولُهم في الخلاف ، وإنما هم تبع في ذلك لأفراد ، والكثرة والقلة ليست محل احتجاج ولا عبرة ، والله الموفق والهادي ..

      حذف
    2. لا أتصور يا أستاذ أن من سميتهم فرقة قليلة هم بالفعل فرقة مختلفة عن المذاهب العروفة، والظاهر أنهم ينتسبون لمذهب من الأربعة وغالبا يكونون شافعية أو مالكية، ولكن يبدو أن حضرتك يا أستاذ لا تعترف بالشافعية الذين بعد الشافعي، وتراهم مبتدعة مهما كان عددهم كثيرا في العالم الإسلامي، وعلى هذا ومن نفس المنطلق أظنك لا تعترف أيضا بباقي المذاهب، وإنما اعترافك منحصر فقط على الأئمة الأولين مثل مالك والشافعي كما ذكرت وأما المذاهب الممتدة المنتسبة إليهم عبر الزمن فقد ظهر لي أنك لا تعترف بهم .. إذا كان ما فهمته صحيحا يا أستاذ إذا مشكلتك ليست في هذه الفئة القليلة بل مشكلتك مع المذهب نفسه الذي يجوز ما تراه أنت محرما .. هل ما فهمته من كلامكم صحيح؟ أرجو التصويب

      حذف
    3. هؤلاء ينتسبون للمذاهب ، ولكن لا يمثلونها ؛ وليس كل من اعتقد اعتقادا وهو منتسب لمذهب معين كان قولُه هو قولُ المذهب ؛ فقولُ من أجاز الاحتفال بالمولد لا تصح نسبته إلى المذهب الذي ينتسب إليه .. أما ما فهمته وفقك الله من عدم اعترافي بالمذاهب بعد الأئمة المذكورين فليس بصحيح ، وكلهم يصيب ويخطئ ، وفيهم من هو إمام يقتدى به ، وفيهم من هو دون ذلك ، وفيهم السني ، وفيهم المبتدع ؛ فالمتمذهبة فيهم من ينتسب لاعتقاد الأشعري ويتصوف ، وفيهم من ينتسب للسلف ، وفيهم من هو على الاعتزال ، وهكذا .. ثم لا ثمرة مترتبة على الاعتراف بهم أو عدم الاعتراف بهم ما داوموا خالفوا طرائق أئمتهم في هذه المسألة التي هي محل البحث ، وخالفوا فيها طريقة النبيين والصحابة والتابعين ؛ فمحل النزاع لا عدد المخالف ، ولا إلى المذهب الذي ينتسب إليه ، ومحل الخلاف هل هو أحدثَ عبادةً لم يأت به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يعمل بها أصحابه ، ولا أحد من التابعين ، ولا الأئمة الذين يزعمون الانتساب إليهم؟ ، ثم هل لهم حجة في عملهم؟ ، هذا هو محل البحث ، والخلاف مشهور ، والأقوال فيه والمناقشات معلومة ، ولكني أتيت بأنموذج لتلبيس بعضهم أو خطئه في الاستدلال ، واظعائه شيئا ليس له أصل ..

      حذف
    4. الآن يا أستاذ عدنان من فئة قليلة إلى الشافعية المتمذهبة إلى المتمذهبة عموما والآن اتسع الأمر أكثر فأصبحت المشكلة أشعرية وصوفية ،،
      يا أستاذ عدنان إذا كالخلاف بينكم وبين هؤلاء يصل إلى حد الخلاف في الاعتقاد وأظن أنه اختلاف حول الخالق الإله العظيم فما الفائدة في فتح النقاش حول المولد وهو مسألة تافهة مقارنة بمسائل التوحيد، أنا أظن أنك لا تصحح توحيد هؤلاء جميعا ! فلماذا تناقشهم في المولد؟ المنطق هنا يحتم أن تتكلم معهم أولا في التوحيد فإذا اتفقتم تنتقلون للبحث في البدعة والسنة والحلال والحرام وأما وأنتم مختلفون في ربكم فأعتقد أن هذا المقال بأكمله يصبح بلا قيمة، مثل النقاش مع المسيحيين لا يصلح أن يكون في مسألة الختان بل لا بد أن يكون في مسألة التثليث، كذلك إذا كنت مختلف مع المتمذهبين في التوحيد المفروض تنتهون أولا من قضايا التوحيد ثم تتكلمون في المولد،، الآن تبين لي أن سيادتكم لو وافقتم المتمذهبين أو لو وافقوكم هم فسوف لن تنتهي المشكلة لأن اختلافكم حول المفاهيم الأولية عن الخالق أو صفات الخالق لاتزال عالقة.
      تقبل تحياتي ونقاشي بصدر رحب،، ولك مني كل احترام
      أ

      حذف
    5. التوسع في الكلام كان من طرفكم في المباحثة ، أما كلامي فهو رد على فئة قليلة في بلادنا .. وكلامك سديد في مسألة أن النقاش في الفروع لا يثمر ما دامت المنازعة في الأصول ، ولكني هنا لا أناقشهم ولا أحاورهم ، إنما أرد على شبهة مثارة ، واستدلال باطل معيّن ، وهو مثال للانحراف في المنهج والاستدلال ، والكلام إزالة شبهة وبيان لما ذكرتُه ، وهذا لا يلزم من العودة إلى الأصول للحوار ، وإنما يلزم مثل هذا في المناظرات .. وفي بعض كلامكم خطأ علي في الفهم ، وهو أن خلافي مع المتمذهبين في التوحيد والاعتقاد ، وهذا فهم خطأ لم أذكره في كلامي ؛ بل ذكرت أن المنتسبين للمذاهب منهم من هو شني ومنهم من هو بدعي ، ولا يلزم من انتساب البدعي للمذاهب أن يمثّلهم ، وهذا كلام واضح معروف ، وألمح من كلامك إرادة إلصاق هذه المسألة بالمذاهب ، وجعل الخصومة بيني وبين المذاهب في الاعتقاد ، وهذا كله غير وارد ، وليس هو محل البحث .. محل البحث هو الاستدلال بالحديث الذي أورده شيخ الرتّع على المسألة ، هل هو استدلال صحيح يدل على ما ادعاه ، وهل المسألة التي يقول بها هي ما يقول به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه وأئمة المذاهب المتبوعة ؟ ، هذا هو محل البحث ، بغض النظر عن شخص القائل ومذهبه وانتمائه الفقهي أو العقدي ، ووفقنا الله وإياكم للخير ..

      حذف
    6. التوسع يا أستاذ من طرفي أظنك تعني به أنني استنتجت من مقالكم أن الخلاف لا يتوقف بينك وبين الفئة القليلة ـ فئة شيخ الرتع كما تسميه ـ بل يتفاقم ليكون بينك وبين الشافعية ثم يتفاقم ليكون بينك وبين المذاهب الأربعة ـ بنسبة مرتفعة على الأقل ـ ثم يتفاقم من مسألة فرعية إلى مسائل توحيدية أشعرية وصوفية ..
      أعترف يا أستاذ أن التوسع كان من طرفي، ولكني لم أستنتجه بلا سبب بل كان استنتاجي مستخلصا من ظاهر مقالكم نفسه حتى أنني استنتجته لأول وهلة من غير حاجة إلى التعمق والتكلف، فهل الخطأ كان من سوء فهمي الذي جرني إلى التوسع في الاستنتاج ـ وأعترف أنه شيء وارد ـ أم أن مقالكم حضرتكم هو الذي دفعني إلى ذلك وهو ما أشعر به حتى هذه اللحظة؟! سأتوقف هنا لأني لا أستطيع أن أكون حكما في هذه المسألة ولا بد أن يكون غيري هو من يحكم، وشكرا يا استاذ على سعة صدرك وتقبلك لحواري ونشرك لكلامي أيضا دون حرج .

      حذف
  3. بارك الله فيك يا شيخ

    ردحذف
  4. جزاكم الله خيرا شيخنا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة