تعجيلُ القَيدِ قبلَ فِرارِ الصيد!



إذا طرأتْ عليك الفكرةُ الكتابية ، أو أفدتَ فائدةً تتطلبُ التدوين ، أو تَدَلَّىٰ طرَفُ شِعْرٍ لِيَنسكبَ ؛ فلا تُسَوِّفْ ولا تؤجل التدوينَ ؛ فإنّ الفكرةَ تزولُ ، والفائدةَ تُنسى ، وعينُ الشِعرِ تَخبو ، والفائدةُ شمسٌ تَتَضَّيف للغروب! ؛ فأمسك قلمَك ، أو ارفع جهازك واكتبها عاجلًا ، أوِ اكتبْ منها طَرَفًا يَثبُتُ حتى تُتِمَّه بعدُ ..

وكنتُ إذا خشِيتُ فَواتَ الفوائدِ في درسٍ ، دَوَّنتُ رأسَ قلمٍ بما أتَلَقَّفُ منها ، حتى إذا عُدتُ إلى الدارِ كتبتُها بتأنٍّ وبخطٍّ حسَنٍ أقرأُه ؛ لأني لو سطَّرتُ الفوائدَ كاملةً عند تدويني أثناءَ الدروسِ فإني أكتبُها سريعًا جدًّا بخطٍّ كأنه نقشُ عادٍ أو ثمود! ، ثم لا أسطيعُ قراءتَه إلا بطُلُوعِ الروحِ وحربٍ ضروس ، تُشبِه حربَ البَسُوس! ..

ولقد روي عن الشعبي -رحمه الله- أنه قال: " إذا سمعت شيئًا فاكتبه ولو في الحائط " ، وجاء عن بعضهم أنه كان يكتب -إن لم يجد شيئا- على نعله ، وبعضُهم يكتبُ على يدِه رؤوسَ الأقلامِ  ، وهكذا فاكتُبْ ..

تعليقات

المشاركات الشائعة