المُبحِرُ إلى المجهول! ..




هذه الصورة عميقة ، أحببتُ تكرارَ النظر فيها ، لا أدري ما الذي تُوحِيه إليكم ، ولكنّي أرى رجلًا جوَّابَ عوالِمَ ، غارِقًا في قراءته ، مُعرِضًا عن وجهتِه ، يَسِيرُ في بحرٍ مجهولٍ ساكنٍ مِن شدَّةِ اضطرابِه! ، انعكاسُه في فضائه ضائعٌ - كذرَّةٍ وسطَ البحر - مشوَّشٌ. متغافلًا عمّا حوله! ..

تراه و‏أنت لا تدري أيُحِسُّ هذا الفضاءُ الذي حولَه بوجودِ هذا الساكنِ المُنطَوي على كتابِه أم لا ، التارِكِ التجديفِ ، المُتَشَبِّثِ بِدَفَّتَي الكتابِ ، كأن الكتابَ هو الذي يُوَجِّه قاربَه! ..


أنت لا تدري أهذا القارِبُ في البحر أو في السماء ، فراغٌ محضٌ لا أمارةَ فيه على شيء ،  أتلك أشجارٌ على ضفةِ بحر ، أم هي غيومٌ وترسُّباتٌ ضبابيةٌ في السماء؟ ، هل حَلَّقَتِ القراءةُ بهذا الغامِضِ حتى بلَغَ بِقارِبِه الفضاء ؟ ، لا أدري ..

أهو في طمأنينةٍ نسِيَ فيها نفْسَه وما حولَه ، أم هو منقبِضٌ مِن الوحشةِ والوحدةِ في هذا العالَمِ المجهولِ المآلاتِ؟! ، أهو معرِضٌ عن وجهتِه حتى لا يُصدَمَ بالمستقبل الذي إليه يسير ؟! ، حتى لا يُفجَعَ بالواقعِ المقبِلِ عليه ؟! ، أنا لا أدري .. ومَن يدري ؟! ، لا أحد ..

تعليقات

المشاركات الشائعة