ابتهالاتي إليك ..



اِلتفتَ إلى نفْسه وقال: كلُّ الناسِ أحياءٌ وأنت يا ضعيف ميتٌ ، كلُّ الناس إلى ربِّهم يسْعون وأنت قاعدٌ لا تسعى ، تَحُوطُك المواعظُ ويفُوتُك العمل ، تهُزُّ فؤادَك الآيات فتنسى ذِكرَها بعد ساعات .. ويلك إنْ لم تَدّارك نفسَك ويلك ، ويلك لا تدري متى أجلُك فأين عملُك ؟! اغفر لي رب ..

‏ربِّي عليك عقدتُ كلَّ مُؤَمَّلِ
وعليك وحدَك يا عظيمُ تَوَكُّلِي

تَهَبُ العبادَ وإنْ أساؤوا نِعمةً
والمحسنونَ لهم مَزيدُ تَفَضُّلِ

وتُضاعِفُ الحسناتِ منك تَكَرُّمًا
ما ضاعَ عندك وزنُ حبّةِ خردَلِ

لا ربَّ غيرُك يُرتجىٰ لِمُلِمَّةٍ ؛ 
يا أيها المحزونُ ربَّكَ فاسأل ..


يا أملَنا ومَعاذَنا ، إليك أنت قصْدُنا ودعاؤنا ، وعليك أنت وحدَك ربَّنا اعتمادُنا : طهِّرْ قلوبَنا بكتابك ، ولا تَرَدَّنا عن جَنابِك .. ثبِّتنا على الحقِّ القويم ، وأدخلنا ومَن نحبُّ الفردوسَ من جنةِ النعيم .. ربَّنا اجعل شغلَنا في مرضاتِك ، وأُنسَنا في حدائق طاعاتِك ، يا رحيم ..

أنتَ مَعقِدُ الآمالِ ربَّنا ، وأنت مُسَهِّلُ الصِّعابِ ، مُسَبِّبُ الأسباب ، كاشفُ العذاب ؛ حقِّقْ لنا ما نريد ، وجُدْ علينا مِن فضْلِك بالمَزيد ، واهدِنا إلى الحكم الرشيد ، والرأيِ السديد ، واصرِفْ عنّا شدائدَ يوم الوعيد ..

‏ربَّنا إليك خُذنا عن أنفسِنا التي إنْ تَرَكْتَها مالَتْ إلى الدنيا وضاعَت ، لُطفَك اللهم بقلوبِنا التي إليك اجتماعُها بعدَ الشتات ، رُحماك بِنَا قبْلَ الفواتِ ، ورِضاك عنّا في تَقَلُّبِنا إلى أنْ نلقاك بَعدَ الممات ..

‏ربنا خلقتنا وتعلمُ تقلُّبَ قلوبِنا وضعفنَا وتفريطنا ، وأنت الرحمن الرحيم ، ذو العفو الكريمُ ؛ فأصلحِ اللهم ما فسدَ منّا ، وعافنا واعفُ عنّا ، وأعمِرْ قلوبَنا بالإيمان ، وارزقنا السكينة والثبات ، والرشدَ والإخبات ، لا تَكِلنا إلى أنفسنا فنشقىٰ ، ووفقنا لما هو خيرٌ وأبقى يا قريب ..

‏اللهم كما أنزلت علينا مطرًا يُطَهِّرُ أرضنَا وبلادَنا فأنزِلْ علينا أمطارَ الإيمان والهدى والبركة ، اللهم إنّا إلى تطهير القلوب والأرواح أحوج ، وبها أرغب ..

‏ربَّنا لا تَحرمْ كلَّ ذي سُؤْلٍ سؤلَه إن كان خيرا له ، ولا تمنعْ عطاءَك الوافر ، وفضلَك المتكاثر ، نحن عبادك الذين لا ندعو سواك ، ولا نرجو إلا إياك ، غيرُنا يكفر بك ، ويتخذ الأندادَ دونَك وفضلُك عليه عميم ؛ فزِدْ عبادَك الموحدين الذين يناجونك عند غفَلاتِ الآخرين ، أنت بهم رحيم ..

‏ربَّنا إن أعمالَنا قليلةٌ ناقصةٌ لا تبلُغُ ما يوَفِّي شُكرَك ولا تؤدي حقَّك ؛ فنسألُك كرمَك وفضلَك الذي وسِعَ كلَّ شيء يا ذا العطاء والجود ، يا مُسبِغَ النِّعَمِ على كلِّ الوجود ، لا تحرِمْنا رحمتَك بذبونبِنا ؛ فإن قلوبَنا لا تَقصد سِواك ، وتوقنُ بك وهي لا تراك يا كريم يا رحيم ..
ربَّنا نسألُك شفاءَ الأرواحِ والأبدان ، ونعوذُ بك من الأسقامِ والأدران .. نستغفرك ربَّنا مِن خَطايانا التي أَثقلَتْنا ، ومِن أهوائنا التي أَرهقتنا .. نسألُك ربَّنا البرَكة ، ونعوذُ بك مِن مَوارِدِ الهلَكة .. أنت أنت المستعان ، وعليك أنت التُّكلان ، لا حول لِعبادك إلا بك سبحانك ..

‏ربَّنا أنت في كلِّ الأمورِ المؤمَّل ، وعليك في جميع الشؤون المعَوَّل ؛ اُغمُرنا ربَّنا بالرحَمات ، ويسّر لنا الطاعات .. نعمتُك غامِرة ، ورحمتُك كاثِرة ؛ فلا تَحرِمْناها في الدنيا والآخرة ..

‏ربَّنا أنعمتَ علينا بأن متَّعتنا بكتابك الذي فيه جميلُ خِطابِك وباهِرُ آياتِك ؛ فأنعِمْ علينا بالانقيادِ له في جميع شؤوننا ، وبالاستمساك به أبدًا ما أَبقيتنا .. ربَّنا نعلم يقينًا أنك الحقُّ ، ووعدَك الحقُّ ؛ فارزقنا العملَ بما يجعلُنا في جملةِ المؤمنين الذين وعدتَهم الحُسنىٰ ..

‏ربَّنا أنتَ الذي تَرعىٰ مَن إليك يَسعىٰ ؛ فهَبْ لنا تفضُّلًا مِنك الغفران ، وامسحْ بمَحضِ جُودِك عَنَّا الأدران .. سعيُنا بَطيء ، وسُؤلُنا جَرِيء ، وما يُجَرِّؤنا إلا اليقينُ بأنك أنتَ الأكرم الوهّاب ، المُعطِي الخلائقَ بغير حساب ، إليك وجهي وإليك مَتاب ..

‏ربَّنا استوحشْنا ظُلمةَ الخطيئة ، ونُقصانَ الخبيئة ؛ فآنِسْنا بنورِ الإيمان ، واذخَرْ لنا الغُفران .. ربَّنا أعمالُنا تقصرُ عن البلوغ إلى مَرضاتِك ، ورحمتُك تَطالُ كلَّ عبادِك ؛ فأَنِلْنا رحمتَك ، وأدخلنا جنتَك ، وأحِبَّنا ربَّنا بحُبِّنا لك وحبِّنا لِعبادك الصالحين ..

‏ربَّنا إنك تعلمُ ضعفَنا ، ومنك القوةُ والمَدد ، وتعلم جهلَنا ، ومنك الهدى والرَّشَد .. تَفَضَّلتَ علينا بالإسلامِ ؛ فأكرمنا بالتمسُّك به والالتزام ، أنعمتَ علينا بِنِعَم الدنيا الوافِرة ؛ فأنعِم علينا بنِعم الدِّين وارفعنا عندك في الآخرة ..

‏ربنا خلقتنا وتعلمُ تقلُّبَ قلوبِنا وضعفنَا وتفريطنا ، وأنت الرحمن الرحيم ، ذو العفو الكريمُ ؛ فأصلحِ اللهم ما فسدَ منّا ، وعافنا واعفُ عنّا ، وأعمِرْ قلوبَنا بالإيمان ، وارزقنا السكينة والثبات ، والرشدَ والإخبات ، لا تَكِلنا إلى أنفسنا فنشقىٰ ، ووفقنا لما هو خيرٌ وأبقى يا قريب ..

‏ربنا تَعلمُ أننا خِفافٌ مِن الأعمال ؛ فتفضل علينا وثَقِّلْ موازينَنا بالإيمان المُنجي : لا إله إلا الله ، وبالتسابيحِ والمَحامِدِ التي عَلَّمْتَ وأَخبرتَ بثِقَلِها في الميزان : سبحانَ اللهِ وبحمده ، سبحان الله العظيم ، يا جوادُ يا مَنّان ..

ربِّ هَبْ لي نفْسًا غيرَ هذه التي ما تَزَلَّفَتْ إليك إلا غَمَرْتَها بأَلطافِك ، وأسكنْتَها السكينةَ ، وطيَّبْتَ خاطِرها ، ثم هي بعدَ ذلك تعودُ إلى معصيتِك غافلةً عن نعمتِك التي أنعمتَ ، ثم تندمُ ثم تعودُ ولا تستقرُّ على طاعتِك .. ربِّ نفْسًا تَشكُرُك ولا تَكفرُك ..

‏أنت وحدك ربَّنا تعلم حقائقَنا وترى مِنّا التقصيرَ الذي لا يراه عبادُك ؛ فاستُرنا بسترك ، واعصمنا بشرعك ، وزَيِّنا بالتقوى ، وكن لنا فإننا وحدَنا ضعفاءُ لا نقوى .. ربَّنا إنك تغفر الذنوب جميعا دون سؤالٍ ونحن نسألُك ونُلِحُّ في طلب غفرانِك ؛ فاغفر وارحم وثبتنا على صراطك المستقيم ..

‏ربَّنا سبحانك تعلمُ تقصيرَنا وتفريطنَا وأنّا لسنا بمحسنين ثم قلت لنا: ﴿اُدعوني أستجب لكم﴾ ، وقلت لنا: ﴿فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان﴾ ، وأنطقتنا بـ﴿إياك نعبد وإياك نستعين وبـ﴿اِهدنا الصراط المستقيم﴾ ؛ فلن تُخَيِّبَنا ما رَجَوناك ، ولن ترُدَّنا ربَّنا ما دَعَوناك ..

‏﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا ۖ وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴾ .. اللهم فضلَك علينا وعلى أحبابنا ، أَقِمْنَا على رِضائك بما يُبَلِّغُنا جَنّاتِك ، وزِدنا نعيمًا بلقائك يا ذا الجمال والجلال يا لطيف يا ودود ..

‏﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ ۗ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ ، ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ ، ربَّنا أوزِعنا شُكرَ نعمتِك ولا تجعلنا مِن الغافلين ..

‏﴿اللهُ ولِيُّ الذينَ آمَنُوا يُخرِجُهم مِن الظُّلُماتِ إلى النُّورِ﴾ .. كن لنا وَلِيًّا ربَّنا ؛ فلسنا بِشيءٍ إلا بك ، خُذ بنا إلى طريقِك ، نَوِّرْنا بالقرآن ، زَيِّنا بالإيمان ، ولا تعَلِّقْ قلوبَنا إلا بك يا رحمان ..

‏قال صلى الله عليه وآله وسلم: « مَن أَحَبَّ لقاءَ اللهِ ؛ أَحبَّ اللهُ لقاءَهُ » ..
اللهم إنك تعلم أننا نُحِبُّ لقاءك ؛ فأَحْبِبْ  لِقاءنا ربَّنا ..

و‏مما علَّم النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أصحابَه من الدعاء: « اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ » .. قال أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه-: " وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ؟! " ..

وكان من دعائه صلى الله عليه وآله وسلم: ‏« ونعوذ بالله من شرور أنفُسنا » ؛ هذه النفس البشرية تتنازعُها شرورٌ كثيرة من الأهواء والنزَوات والنزغات الشيطانية ؛ فهي نفسٌ ضعيفة كما قال تعالى: ﴿وخُلق الإنسانُ ضعيفا﴾ ، واللهُ هو المَعاذ منها ؛ ومِن خير الدعاء قولُك: « اللهم رحمتَك أرجو ؛ فلا تكِلْني إلى نفْسي طَرفةَ عين » ..

و‏كان من دعاء نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: « اللهم مُصَرِّفَ القلوبِ صَرِّفْ قلوبَنا على طاعتك » ..

‏قال صلى الله عليه وآله وسلم: « مَن تَعارّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا ؛ استُجيب له، فإن توضأ قُبلت صلاتُه » ..

‏عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- خيرِ البَرِيَّةِ بعدَ نبيِّنا أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علِّمْني دعاءً أدعو به في صلاتي قال: « قل: اللهم إني ظلمتُ نفسي ظُلمًا كثيرا ، ولا يَغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ ؛ فاغفر لي مغفرةً مِن عندك ، وارحمني ، إنك أنت الغفور الرحيم » ..

و‏عن عبد الله بن عمرو بن العاصي -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات : « اللهم إني أعوذ بك من غَلَبَةِ الدَّينِ ، وغلبة العدوِّ ، وشماتة الأعداء » ..

و‏عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتعوذ ويقول: « اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهرَم، والمَأثَم، والمَغرم ».

و‏مِن أدعيةِ العربِ الشافيةِ للمظلوم : " اللهم فُتَّهُ فَتّا ، وحُتَّهُ حَتّا ، واجعلْ أمرَهُ شتّى " ..

تعليقات

المشاركات الشائعة